ابتعاد أوروبا عن صناعة الرحلات البحرية قد يعزز سوق دول الخليج

نيس تنضم إلى مدن البحر الأبيض المتوسط التي تحظر السفن الكبيرة

أصبحت السفن السياحية مجبرة بشكل متزايد على الابتعاد عن الوجهات الأوروبية، مع فرض الحظر والرسوم مما يجعل المشغلين يعيدون التفكير في مسارات رحلاتهم.

تعد مدينة نيس الواقعة في جنوب فرنسا أحدث مدينة على البحر الأبيض المتوسط تحظر السفن السياحية الكبيرة - التي يزيد طولها عن 190 مترًا وتستوعب أكثر من 900 راكب - عن مينائها خوفًا من السياحة المفرطة.

وفي الوقت نفسه، فرضت أيسلندا رسومًا يومية قدرها 18 دولارًا أمريكيًا لكل راكب اعتبارًا من 1 يناير 2025، مما دفع بالفعل بعض المشغلين إلى إعادة النظر في مساراتهم بل وحتى تجاوز أيسلندا تمامًا. 

قال فرانشيسكو دي كورتيس، مدير عمليات الموانئ في إم إس سي كروزس: "إن رسوم البنية التحتية الجديدة المقترحة تصل إلى مستوى قد يؤثر على تقييمنا لجدوى إدراج أيسلندا في مساراتنا وخططنا المستقبلية".

منعت البندقية السفن من الرسو في مركزها التاريخي في عام 2021، ووضعت مايوركا حدًا لعدد السفن وأغلقت برشلونة محطة مخصصة للسفن السياحية. دوبروفنيك و أمستردام تدرسان أيضًا نقل السفن السياحية بعيدًا عن المناطق المركزية، على غرار مدينة البندقية.

أعربت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) وكوستا كروزس وإم إس سي كروزس عن قلقهم بشأن مستقبل الرحلات البحرية في البندقية.

وتم تحويل السفن السياحية من وسط المدينة إلى ميناء تجاري على أطراف المدينة، لم يتم بعد تنفيذ خطط إنشاء محطة مخصصة لذلك.

وتشير التقديرات إلى أن أعداد ركاب الرحلات البحرية إلى المدينة الإيطالية قد انخفضت من 1.5 مليون إلى نصف مليون سنويًا نتيجة لذلك، مما أثر على الأعمال المحلية التي تعتمد على النشاط التجاري الناتج عن هذه الصناعة.

ذات صلة:
شركة ريزورتس وورلد كروزس تطلق رحلتها الأولى من دبي
دبي تحصل على لقب الوجهة الأكثر أمانًا في العالم لتوقف الرحلات البحرية
سفينة كروز السعودية أرويا تكمل رحلتها الأولى

قد تكون الظروف المتقلبة بالنسبة للصناعة في أوروبا - التي تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي سنويًا - بمثابة أخبار جيدة للقطاع المتنامي في دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي معرض حديثه في سوق السفر العربي 2024، أخبر سعود حارب المهيري، رئيس سياحة الرحلات البحرية واليخوت في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، الحضور بأن المزيد من سكان المنطقة بحاجة إلى التعرف على الرحلات البحرية، مضيفًا: "يمكنهم الاستمتاع بالرحلات البحرية في منطقتهم القريبة".

وقال المهيري: "إن تنشيط سوقنا الإقليمية أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وهو ما نتطلع إلى القيام به في المستقبل القريب، بالإضافة إلى التوجه نحو الشرق لجذب المزيد من شركات الرحلات البحرية الآسيوية". 

وفي الواقع، تزدهر صناعة الرحلات البحرية في المنطقة حيث تتصدر دبي الطريق.

حصلت دبي على لقب محطة التوقف الأكثر أمانا للسفن السياحية وفقًا لموقع InsureMyTrip، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل معدلات الأمان والجريمة إلى جانب عوامل السياحة كعدد الأنشطة وجودة المطاعم.

وأصبحت دبي نقطة جذب تجذب مشغلين عالميين و187 سفينة وأكثر من 280 ألف مسافر في عام 2024، بحسب جمارك دبي. 

تم إطلاق محطة أبوظبي للرحلات البحرية في ميناء زايد في ديسمبر 2015 ويمكنها استيعاب ما يصل إلى ثلاث سفن سياحية و5000 زائر. ويتضمن أيضًا روابط نقل لمشاهدة مواقع العاصمة الإماراتية، ومكتب تسجيل الوصول لشركة الاتحاد للطيران.

يقع شاطئ صير بني ياس للرحلات البحرية غرب المدينة في منطقة الظفرة، وهو عبارة عن محطة توقف على الجزيرة تم إنشاؤها لتلبية احتياجات السفن السياحية، حيث يقدم كل شيء بدءًا من التجديف بالكاياك بين أشجار المانغروف إلى المطاعم والبارات وأماكن الإقامة الفاخرة في منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا. .

كما تبرز منطقة الخليج بسرعة كوجهة للإبحار الإقليمي و"الرحلات البحرية" في عطلة نهاية الأسبوع.

في عام 2024، انطلقت شركة Celestyal بأول ظهور لها في موسم الخليج العربي، وإطلاق موقع إلكتروني للشرق الأوسط لدعم مستشاري السفر، بينما أطلقت شركة ريزورتس وورلد كروزس رحلتها الافتتاحية من دبي على متن ريزورتس وورلد ون التي تتسع لـ 1800 راكب. 

ريزورتس وورلد ون

أرويا كروزس، أول خط رحلات بحرية محلي في المملكة العربية السعودية، أطلق رحلاته البحرية في البحر الأحمر في ديسمبر 2024، مع توقف رحلات الخليج العربي في دبي والدمام ومسقط والبحرين. وستشمل مسارات الرحلات الأخرى موانئ التوقف في وجهات على طول البحر الأحمر، بما في ذلك مصر والأردن، بالإضافة إلى زيارات إلى الجزيرة الخاصة المملوكة للشركة الأم، كروز السعودية. 

وتتعامل أرويا، التي تمتلك حاليًا سفينة واحدة وتتطلع إلى إطلاق ثلاث أخرى في العقد المقبل، مع حوالي 170 ألف سائح بهدف الوصول إلى 1.3 مليون مسافر سنويًا.

وفي عمان، استقبل ميناء السلطان قابوس في مسقط 190 رحلة بحرية في عام 2024، متجاوزًا هدفه المتمثل في استقبال 134 سفينة، مما يسلط الضوء على دوره المهم في استراتيجية السياحة الأوسع للسلطنة.

كما استقبلت البحرين 34 سفينة سياحية في عام 2024، وهو عدد أقل مقارنة ببعض الدول المجاورة، لكنه يمثل زيادة بنسبة 106% عن العام السابق.

يعد التعاون الإقليمي أيضًا أمرًا أساسيًا لنمو الصناعة، حيث تعمل منظمات مثل Cruise Arabia Alliance - الذي يضم دبي وأبو ظبي والبحرين وعمان - معًا لتحسين القطاع، وإطلاق ريزيرف كروزس وهي منصة حجز إقليمية تعمل على تحفيز تجارة السفر ودعم الصناعة المحلية.

اكتشف المزيد